لايسلم الشرف الرفيع من الاذى .. قصة يمنية تراثية (8)

لايسلم الشرف الرفيع من الاذى .. قصة يمنية تراثية ( Cool

-------------------
------------
------

يحكى القاضي محمد أسماعيل العمراني :ـــ

ان المهدي* عبد الله احد أئمة اليمن كان بطاشا متعجلا ً في سفك الدماء يرتعد منه الناس ،
وفي يوم من الايام مر بصنعاء القديمة راكبا ً على فرسة وعلية اللباس الغالي ،
وحوله الوزراء والدواشين ،وكانت تلك الأيام أيام اضاحي ، فسقطت من احدى البيوت حاجيات
الكبش والدماء والاوساخ على المهدي عبدالله ، فهبت الوزراء والحاشية من المفاجأة
وتوقعوا ان يأمر المهدي بقطع الرجل صاحب البيت ، ولم يدروا ماذا يصنعون ..؟؟!
فما كان من الدوشان الا ان انشد بيت المتنبي :

لايسلم الشرف الرفيع من الاذى ... حتى يراق على جوانبة الدم

فضحك المهدي عبدالله ، وضج الوزراء أعجابا ً ببديهة الدوشان ،
وألقى كل واحد منهم مافي يدة من مال على الدوشان ، فمنهم من ألقى الية خاتمه،
ومنهم من ألقى أليه الفرانصي ومنهم من ألقى اليه الجنبية (الخنجر اليمني)..

حامدين له إخراجهم من هذا الموقف المحرج ..!!

--------------------------------------
*المهدي /هوعبد الله بن احمد المتوكل ابن علي المنصور ولد سنة 1280هـ ونشأً بحجر الأمامة في أيام جدة ثم في أيام أبيه ، تولى الأمامة في اليمن سنة 1231هـ بعد وفاة والده المتوكل في أيام جده وبايعه الشوكاني والعلماء والأمراء ، قال الشجني : كان لا يعرف منذ نشأ الأ السيف والسنان ولا يأنس الا الى الضرب والطعان ، وقال زبارة : ولصاحب الترجمة فتكات ك\ثيرة مشهورة وكان لا يبالي بلعواقب ، فدان له اليمن وأهله رغبة ورهبة ، وقد جمع له السيد يحيى بن مطهر بن إسماعيل سيرة سماها ( العنبر الهندي في سيرة الامام المهدي ) توفي رحمه اله سنه 1251هـ
-------------------------------------
الدوشان/ هو شاعر القبيلة في اليمن وحافظ أنسابها ومحمسها ومهيجها في الحروب والسفير بينها وبين القبائل الأخرى ومادح الكرماء ، والدوشان ينتمي بحسب العرف القبلي الى طائفة تدعى بـ( بني الخمس ) تشمل المزين والجزار والحمامي والقشام ، وينظر اليها من القبائل نظرة نقص طبقية ، إلا ان الدوشان احسن هذه الطائفة حالا ً وعطاء ، وكان الدوشان قديما ً يحفظ الشعر الكثير حتى يكون بعض الدواشين حفاظاً لديوان المتنبي ، وبعد ثورة 1962سبتمبر/ اندمج معظم هذه الفئات في المجتمع اليمني ودخلوا في الوظائف ، وقل التميز الطبقي ضدهم .

من لطائف الدواشين // ان دوشانا ً تساب هو وأناس ، فعيروه بكونه دوشانا ً فقال : كلمة (دوشان ) أصلها: ( ذو شأن ) فخففت الى ( دوشان ) .
-----------------------------------
الفرانصي*/ كانت الوحدة النقدية المستعملة في اليمن في التعامل الرسمي والتجاري هى ريال (مارياتريزا ) النمساوي الفضي ، وكان يدعى عوما ً (ريال فرانصي) وقد ضل التعامل به وتداولة مستمرا ً في اليمن وفي انحاء أخرى من الجزيرة العربية في المعاملات الرسمية والتجارية حتى صدور العملة الورقية في سنة 1964م ... راجع الموسوعة اليمنية ً967/

ِكرا يارورو